Book Name:Ramadan main gunah karnay walay ki Qabr ka bhiyanak manzar
بسم الله الرحمن الرحيم
اَلْحَمْدُ للّٰہ رَبِّ العَالَمِینَ والصَّلاۃُ والسَّلاَمُ على سَیِّدِ الْمُرْسَلِینَ، أَمّا بعدُ:
مشهد مهيب لمرتكب المعاصي في رمضان
دَخَلَ أَمِيرُ المؤمنين سَيِّدُنا عليُّ بْنُ أبي طالبٍ رضي الله تعالى عنه مَقابِرَ "الكوفة"، ومَرَّ رضي الله تعالى عنه بقبرٍ جديدٍ، واشْتهَى أن يَعلمَ خبرَ صاحبِه، فسألَ اللهَ تعالى وقال: يا ربِّ! اكْشِف السّترَ عن أحوالِ الميّتِ، فاستَجابَ الله دُعاءَه وكُوشِفَ بأَحوالِه، فإذا به يرى أنّ الميّتَ يُحرَقُ في النّارِ وكان يقول باكياً: يا علي! أنا غريقٌ في النّارِ وحريقٌ في النّارِ, ولَمّا رأَى سيِّدُنا عليُّ بْنُ أبي طالبٍ رضي الله تعالى عنه هذا المنظرَ الْمُهِيبَ والعَذابَ الأَلِيمَ اضطَربَ قلْبُه ورفَعَ يدَيْه للدُّعاءِ له بالْخُشوعِ والْخُضوعِ، فهتَفَ به هاتِفٌ: يا علي! لا تَتَشَفَّعْ له في رفْعِ العَذابِ؛ لأنّه كان يَنتَهِكُ حُرمةَ رمَضانَ المبارَكِ مع أنّه كان صائماً ولا يَجتنِبُ المآثِم في هذا الشَّهْرِ الْمُقدّسِ أيضاً، يَصُومُ نَهاراً ويَأثَم ليلاً، فاضطَربَ أَمِيرُ المؤمنين مِن الجوابِ اضطرِاباً شديداً وخَرَّ ساجِداً باكياً وقال: يا ربِّ! قَدْ استَغاثَني هذا الميّتُ راجياً، فلا تَخذُلْني أمامَه وارْحَم هذا البائسَ المِسكينَ واغفِرْ له، وكان يَشتَغِلُ بالدُّعاءِ له وطَلَبِ المغفِرَةِ بلِسان التَّضرُّعِ والْخُشوْعِ، وفي أثناءِ ذلك هتَفَ به هاتِفٌ: يا علي! أُشهِدُكَ أنّي قَدْ غفَرْتُ له بسبَبِ اضطِرابِك ودُعاءِك له، ورُفِع العذابُ الأليمُ منه([1]).
إن في الحكاية عبرة وعظة لمن يصوم في رمضان وينشغل بلعبة الورق والشطرنج والفيديو عن طريق الجوال والآيباد وبمشاهدة الأفلام والمسرحيات وسماع الأغاني وحلق اللحية أو قصها دون القبضة وترك الصلاة أو ترك الجماعة دون عذر شرعي والكذب والغيبة والنميمة وسوء الظن ونقض العهد والسب والشتم وإيذاء المسلم دون إذن شرعي والتسول دون مبرر شرعي وعقوق الوالدين وتعاطي الربا والرشوة والخداع والغش التجاري ونحوها من المعاصي.
فليقرأ الحديثين ليحذر نفسه من سخط الله تعالى:
[١]: مَنْ عَمِلَ فِيهِ (أي: في رمضان) خَطِيئَةً أَحْبَطَ اللَّهُ عَمَلَهُ سَنَةً([2]).